الياس أبو شبكة

هو من أبرز شعراء لبنان في النصف الأوّل من القرن العشرين. وبالرغم من حياته القصيرة (مات عن 43 سنة) غاب عن إنتاجٍ غَزيرٍ شِعرًا ونثرًا، تأليفًا وترجماتٍ، ومئات المقالات التي نشرها في عدد كبير من الصحف في لبنان ومصر، بعضُها في النقد الأدبي والاجتماعي، وبعضُها الآخَر في معالجة قضايا وأحداثٍ آنيةٍ جرَت في عصره. وتميّزت كتاباتُه بثقافةٍ واسعةٍ واطّلاعٍ وافٍ على الآداب الأجنبية، في طليعتها الأدب الفرنسي.

صدَرَت له مجموعات نثرية، أبرزها: “طاقات زُهور”، “العمال الصالحون”، “الرسوم”، “روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة”،وله مجموعات شعريّة أبرزها: “القيثارة”، “أفاعي الفردوس”، “غلواء”. ولَهُ ترجماتٌ كثيرة عن الفرنسية، أبرزها: “تاريخ نابوليون”، “الطبيب رغمًا عنه”، “لبنان في العالم”، “تلك آثارُنا”، “ميكروميغاس”، “أوسكار وايلد أمام القضاء”، “بودلير في حياته الغرامية”.

ولد الياس أبو شبكة في 3 أيار1903 في مدينة بروفيدانس (عاصمة ولاية رود آيلاند الأميركيّة)، وعاد طفلاً (في كانون الأول عامئذٍ) إلى زوق مكايل التي سكن فيها طيلة حياته.

تلقى دروسه في معهد القديس يوسف عينطورة.

توفيُ والده اغتيالاً في الخرطوم عام 1913 إبّان جولته التجاريّة في السودان، فتبدّدت حياة الصبي من يسرٍ إلى عسر مع ضيق المعيشة في الحرب العالمية الأولى.

تزوجُ من جارته ابنة الزوق أولغا ساروفيم في 10 كانون الأول1932 بعد خطبةٍ طويلة دامت تسع سنوات. وأولغا هي التي قلَبَ أحرف اسمها وجعله “غلواء” وكتب عنها وتغزّل بها.

تعرُّفُ بليلى العضم، جارته في زوق مكايل  عام1940، وفيها كتبَ أجمل شِعره.

توفيُ في 27 كانون الثاني1947

قلّما ارتبط شاعرٌ بمنزله، حياتيًّا وأدبيًّا، كما الياس أبو شبكة.

اعتزّ أبو شبكة كثيرًا بـ “حارته” إرثًا من والده حيث أمضى حياته، تاركًا فيه أصداءَ ذكرياتٍ غالبًا ما ظهرَت في كتاباته، عاكسةً تعلُّقًا بهذا البيت غير العادي.

 

اضطُرَّه ضيقه المادي إلى الاستدانة ورهن البيت لكنه بقي متمسّكًا به على رغم الصعوبات المادّية الحادّة التي رافقته طوال حياته. وبقي محافظًا على البيت الذي كتب على جدرانه مئاتٍ من أبيات الشعر بقيت زمنًا طويلاً بعد وفاته. وفي هذا البيت كتب قصائده ومقالاته على نكهة قهوته وكركرة نارجيلته ونور السراج، فهو رفض إدخال الكهرباء إلى بيته. وفي هذا البيت عاش بدون زوجته معه حتى بعد زواجه فبقي فيه مع والدته وشقيقته فرجيني، وبقيت أولغا تعيش في بيت أهلها. وفي هذا البيت زاره مخائيل نعيمه عام 1933، وذكر في كتاب سيرته “سبعون” عن تلك الزيارة. وفي هذا البيت زاره أدباء كثُر وسجّلوا مشاهداتهم منهم مارون عبود