أنطون قازان

هو محامٍ، أديب ومفكر، سطّر قلمه أبحاثًا نقديّة وإبداعيّة تشهد على نهجه العلميّ الرصين وأسلوبه النابض بالحياة. أعدَّ المهرجانات الأدبيّة التي شهدها قصر الأونيسكو في بيروت حيث كان خطيبًا وناقدًا ومبدعًا يُعَرِّف بالأدباء والشعراء. فأّرّخ مرحلة من الإبداع اللّبنانيّ وألقى محاضرات قيّمة في “الندوة اللبنانية” والجامعات الأميركيّة واليسوعيّة وروح القدس الكسليك، أهمّها تلك التي تناولت الإمام الأوزاعي وأثره في تكوين القوميّة اللبنانيّة. أمّا في الشقّ القانونيّ، كان له وافرًا من الأبحاث والمحاضرات أبرزها تلك التي ألقاها في معهد الحقوق الفرنسيّ حيث شرح نظرته في إنشاء “المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء”

إتّصف أسلوبه بالحبكة المتينة والبراعة في قطف الكلمة ونثرها في المقام المناسب. تميّزت كتاباته المنبريّة بموسيقى جذّابة لا تفقد بريقها حين تُطْبَعُ على الورق. أمّا في كتاباته النقديّة، ظلّ قازان محاميًا يدافع حينًا ويهاجم أحيانًا أخرى، يزن كلماته بميزان العدل والإنصاف

 

من آثاره في النّثر: “الأدب والأدباء”، “دراسات في الأدب والحياة”، “في رحاب الفكر”، و”بهجة المعرفة”. وله في الشعر ديوان وحيد بعنوان “شعر”، كما صدرت له مجموعة من الأبحاث والدراسات القانونيّة، بالإضافة الى ترجمته لـ”روح الشرائع” لمونتسكيو من اللّغة الفرنسيّة الى العربيّة مع الدكتور عادل زعيتر.

أزيح الستار عن تمثال له على مدخل السوق العتيق عام 1995

 

هو

1927: ولادته 5 آب في بلدة زوق مكايل.

1931: دخوله معهد القديس يوسف عينطورة

1945: تخرجه من معهد القديس يوسف عينطورة

1948: قسم اليمين في كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف في بيروت.

1951: إنتسابه الى نقابة المحامين في بيروت.

19٦٩: صدور ديوانه الشعري “شعر”.

1970 منح وسام الأرز الوطني

1973: وفاته (10 آذار)

1973: منح وسام الإستحقاق اللبناني المذهَب.

علاقته بابي شبكة

عرف قازان “الياس ابو شبكة” وجمعتهما ذكريات حميمة في الزوق، حيث شاركا معاً في النهضة الفنية عبر اشتراكهما في احياء “مسرح السوق القديم”. وقد افرد قازان حيزاٌ كبيراً من اهتمامه بشاعر بلدته الياس ابو شبكة ، فتعددت دراساته عنه وجاءت حيةً تنبض بالذكريات المشتركة .

وقد قال فيه ذات مرة : ” ان شخصية ابي شبكة تتصف بالسخرية ، فهو متهكّم اثر انفعال، يستعين بالنكتة احيانا كثيرة ردا لتهجم، وقد تأتيه بمظهر يكاد يكون عفوياً صرفاً، انما في جذورها القصية ألم وجراح

تعلّقه الشديد بزوق مكايل

طبعت زوق مكايل بتاريخها وتراثها ذاكرة انطون قازان، فعشق طبيعتها وما كان يذكر اسم بلدته إلاّ وأرفقه بكلمة “حبيبة”، وكان يصفها دائماً ب”أم القباب السبع”. ويتجلى حبه للزوق في الكلمة التي القاها في دير مار ميخائيل عام 1963:” من فوق هذه التلال رددّنا اول شكر لاولى نعمه . ثم مشينا الى الدنيا في تحقيق الامنيات

أحبة من الاحياء لنا هنا، وأعزة في الاموات، أيّة ترابة لا تحمل ذكرى؟ فالصنوبرات الاربع وبلاطات الدير في الليالي المقمرة، والمسرح ، وساحة مار ضومط ، وباحة مار جرجس، وفسحة العذراء، وأيام المواسم والاعياد، “والنبعة” والقهوة القديمة وميستها، وسهرات الشتاء. ويعود الينا بمثل الحقيقة اجداد جبابرة عاشوا في عزّ خلقي ومروءات لبنانية

يُردّد على مسامعنا ونحن في مطلع العمر ان ابن الزوق شهم، ما ذلّ ولا هان، ولا دُعي الى مكرُمة الاّ واستجاب، ويُقال لنا ما مرّ في ساحة البلدة مقيّد الاّوفُكّت قيوده. كلمات من نار تطبع الذاكرة مدى العمر