بلدتنا العيد ٢٠١٩

في مطلع القرن الواحد والعشرين، يشهد العالم تفككًا كبيرًا في العلاقات الإجتماعية وحتى العائلية. ففي لبنان مثلاً أصبح أهل القرية الواحدة لا يجتمعون إلا في الأحزان والأتراح، فتمر الأيام والسنوات وتَضمَحِل معها أواصِر تلك العلاقات الطيبة.

فكان لا بد من إيجاد حل لِلَمّ الشمل، فكرة لا يليق بها إلا أن تنطلق من زوق مكايل، عاصمة الثقافة في كسروان ومنبر الحرية والحضارة في جبل لبنان، حدث يُكرّس سنويًا كعيد للبلدة، يجتمع فيه الكبير والصغير و الكهل والفتى، في كنف حجارة مدرجها الروماني المبني في عهد عظيم  رؤيوي يدعى نهاد نوفل. يجتمعون  ليحيوا أمجادها عزفًا وغناءً، ويستعيدوا تراثها  في عشاء إلفة ومحبة، تحت رعاية ضمير البلدة وعاشقها حجرًا وبشرًا،  الرئيس الياس البعينو والمجلس البلدي مجتمعًا.

ففي ليلة ٧ أيلول 2019 تجلّت الروح الزوقية بأبهى حللها، جمع غفير، صوت واحد، مائدة جامعة، تحت عنوان : كنزنا في التعددية، ووحدتنا في المحبة.

في تلك اللّيلة نظّم المجلس البلديّ مهرجانًا تحت عنوان “بلدتنا العيد” وأحيته موسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة المقدّم أنطوان طعمه قائد موسيقى قوى الأمن الداخلي مع أكثر من أربعين عازفاً وبحضور رئيس وأعضاء المجلس البلدي ورئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطيه وسيادة المطران بولس روحانا النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونيّة وحضور حشد كبير من الشخصيات السياسيّة والدينيّة والعسكريّة .

فكان عرساً شعبيًا راقيًا شارك فيه الصغير والكبير، الكهل والفتى، العاشق  كما رجل الأمن. عرس تَكرّمَ فيه الياس واسكندر ومحمد…عرس مجَّد فيه المُرنّمون السيدة العذراء بمزيج مبدع بين الطقسين الماروني والبيزنطي. عرس تمايل فيه الجميع على أنغام غربية اوبيرالية وأخرى لبنانية عريقة تعود إلى زمن العمالقة. عرس رتّل فيه رئيس التفتيش المركزي معظمًا الرب ومهللًا له. عرس زوقي بامتياز، فقائد الأوركسترا زوقي، والمنشدون من أبناء وسكان الزوق، كما حضر الإحتفال أكثر من ألفي زوقي، تذوّقوا جميعًا الطبق التراثي للبلدة.