لمحة تاريخية
تعتبر الحياكة من أقدم المهن في التاريخ البشري، ويشكل الصوف أول مادة استعملت في النسج والغزل. كانت الأقمشة الفنيقية تتقدم على سواها لحسن نسجها وإتقان حياكتها، لذا لازم النول الحياة الإجتماعية في لبنان، طارحاً نفسه كضرورة معيشية تحتمها ظروف الحياة ومتطلباتها، حيث كان أهل البيت ينسجون ثيابهم بأيديهم مستعملين صوف الخراف وشعر الماعز.
احدث الامير فخر الدين المعني الكبير نهضة مهمة في صناعة الحرير اللبناني، وعزز الامير بشير الشهابي هذا المسار النهضوي في استقدام عائلات كاثوليكية من سوريا لتعزيز تصنيعه ، فأصبح جبل لبنان مع بداية القرن العشرين جبل الحرير، وبرع الزوقيون في جودة الحياكة على النول ودقّة تصميمها، فقيل عن روائعهم الفنّيّة: “اللون لوحة، والخيط معجزة، والنتاج بقاء”، حيث تميّز النول الزوقي ببصمة فنّيّة خاصّة وفريدة تعطيه هويّته وشخصيّته وخصائصه الذاتية.
النول في الزوق
طور أبناء الزوق النول الآتي من سوريا ورفعوا من قدرات إنتاجه، فتعلموا صناعة نسيج العباءات ثم أخذوا يتفننون بصناعتهم وابتدأوا يرسمون العروق على النول بالمكوك وجددوا بنسج أنواع الحلل من عباءات ومشالح ومناديل….وكلها موشاة ومطرزة بخيوط فضية أو ذهبية أو مبرقشة بالألوان والرسوم المختلفة.
تميز الحائك الزوقي باتقان فصاحة المكوك وإعجازه، فتجلت الروح الزوقية المبدعة في الخيط الذي يسيل على “سدوته” لوناً وإيقاعاً وزوغة ورود تكثفت في قطبه ظلالا وأضواء وتماوجات.
لم ترق يد كما ارتقت يدا الحائك الزوقي في نسجه المبدع، فالمكوك في يراعه بريق، والخيط سطر فوق سطر يخط فيه من حبر الحكاية الزوقية المجيدة.
رفع أجدادنا الحياكين الزوق إلى مرتبة عالية في حرفة الحياكة، صقلوها ومزجوها في هدية زوقية خاصة تميزت بالجدرانيات الغنية بنقاطها وبدقة نسج الوجوه وبنقش يتماهى بخيوطه المذهبة والفضية.
تخطّت شهرة زوق مكايل حدود لبنان إلى سائر سوريا وخارج حدودها، وكانت تصدّر المنتوجات الزوقيّة إلى مصر وأوروبا والكثير من ولايات الأمبراطورية العثمانيّة.
أبرز منتوجات نول الزوق
نجح الحيّاكون الزوقيّون في صناعة العباءات الثريّة وعمل أقمشة المنازل والجدرانيات والمشالح والمناديل وجهاز العرائس وبدلات الخوارنة والبطاركة ووجوه المذابح المزدانة بالصور والخطوط اللمّاعة.
النول حرفة تتوارثها الأجيال
برعت عائلات زوقيّة كثر في شغل النول منها: أبي شقرا، أبي شاكر، الدمياطي، فرزان، سعادة، سلامة، سركيس، عبدو، قازان، غانم، قبيطر، السلموني، مدوّر، ساروفيم، عودة، الهاني، خليل، شاهين، الحلّيق، الشدياق، متّى، أبي عسّاف، الجاهل، الحلو، الريفوني….
- تم وضع حجر الأساس لمتحف النول عام ٢٠١٤ اثر توقيع إتفاق تعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية وبلدية ذوق مكايل
- تم تصنيف متحف النول متحفاً وطنياً في ٢٠١٩
- تم افتتاح متحف النول في ٢٥ نيسان ٢٠١٩